السلآم عليكم ورحمة الله وبركاته
نفحات قرآنية من سورة الحديد
الشيخ محمد بن صالح الشاوي
قال تعالى:
﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ
مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ
أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾
[الحديد: 4]
قوله:
﴿ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾،
أي: علا وارتفع على العرش؛ استواءً يليق بجلاله، وهذا هو قول أهل السنة والجماعة.
أما غيرهم فيؤولون ويقولون: ﴿ اسْتَوَى ﴾ بمعنى: استولى،
ويقال لهؤلاء: أليس الله كان قبل ذلك مستولياً على كل شيء بما في ذلك العرش؟
قال تعالى:
﴿ ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ
وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ
رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾
[الحديد: 27]
قوله:
﴿ مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ ﴾،
يعني: أن الذي كتبنا عليهم هو ابتغاء رضوان الله،
أي: الأعمال الصالحة التي توصل إلى رضوان الله مع الناس وليس الانعزال.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين