عن أبي حَمْزَةَ أَنسِ بنِ مالكٍ رضي اللهُ عنه خادِم رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال : "لا يُؤمِنُ أحَدُكُمْ حتى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسه". رَواهُ البُخاري ومُسلم.
معنى الحديث:
"لا يؤمن": الإيمان الكامل. "أحدكم": من يدعي الإيمان والإسلام منكم. "لأخيه": المسلم والمسلمة، وقيل : لأخيه الإنسان. "ما يحب لنفسه": مثل الذي يحبه لنفسه من الخير
المعنى العام:
التوادد والتآلف والتعاون والوحدة واجب من آكدِ الواجبات على المسلمين،لأنهم في دين الله إخوان،وفي محبته أخذان،يسعى كل فرد منهم في مصلحة الجميع وسعادة المجتمع، حتى تسود العدالة، وتنتشر الطمأنينة في النفوس، ويقوم التعاون والتضامن فيما بينهم، ولا يتحقق ذلك كله إلا إذا أراد كل فرد في المجتمع لغيره ما يريده لنفسه من السعادة والخير والرخاء لأنه مرتبط بالايمان.
الإيمان الكامل:إن أصل الإيمان يتحقق بتصديق القلب الجازم، وإذعانه لربوبية الله عز وجل، والاعتقاد ببقية الأركان، من الإيمان بالملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر والقضاء والقدر، ولا يتوقف أصل الإيمان على شيء سوى ذلك.
وفي هذا الحديث يبين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الإيمان لا ترسخ جذوره في النفس، ولا يتمكن من القلب، ولا يكمل في صدر المسلم، إلا إذا أصبح إنسان خير، بعيداً عن الأنانية والحقد، والكراهية والحسد، ومما يحقق هذا الكمال في نفس المسلم:
ღ أن يحب لغيره من الخير المباح وفعل الطاعات ما يحبه لنفسه، وأن يبغض لهم من الشر والمعصية ما يبغضه لنفسه أيضاً. ღ أن يجتهد في إصلاح أخيه المسلم، إذا رأى منه تقصيراً في واجبه، أو نقصاً في دينه.
ولا يقتصر هذا الخير لغيره او بغض الشر للمسلم فحسب بل يشمل غير المسلم ايضا، فيحب للكافر أن يسلم ويؤمن، ويكره فيه ويبغض له الكفر والفسوق.
ما يستفاد من الحديث :
-الحث على ائتلاف قلوب الناس، والعمل على انتظام أحوالهم، وهذا من أهم ما جاء الإسلام من أجله وسعى إليه.
- التنفير من الحسد، لأنه يتنافى مع كمال الإيمان، فإن الحاسد يكره أن يفوقه أحد في خير أو يُساويه فيه، بل ربما تمنى زواله عنه ولو لم يصل إليه.
- الإيمان يزيد وينقص: تزيده الطاعة وتنقصه المعصية.