بسم الله الرحمن الرحيم
[فضل صيام يوم عرفة ]
للشيخ أبي عبد الله أزهر سنيقرة حفظه الله
عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سئل عن صوم يوم عرفة ، فقال : ( يكفِّر السنة الماضية و الباقية ) ، و سئل عن صوم يوم عاشوراء ، فقال : ( يكفّر السنة الماضية ) ، و سئل عن صوم يوم الإثنين فقال : ( ذلك يوم ولدت فيه و بُعثت فيه و أُنزل عليّ فيه . ) رواه مسلم .
هذا الحديث عظيم في بابه جمع أنواع ثلاثة في صيام التطوع أولها و أعظمها صوم يوم عرفة ، و يوم عرفة سمي بهذا نسبة للموقف الذي يقف فيه الحجاج و هو موقف عرفة ، هذا الموقف العظيم الذي يجتمع فيه الموحدون من أطراف الدنيا بأسرها ما اجتمعوا لغرض من الأغراض الدنيوية إنما اجتمعوا استجابة لأمر الله لهم بالحج " وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) استجابة لهذا النداء العظيم ....
و يوم عرفة هو اليوم التاسع من ذي الحجة قبل يوم عيد الأضحى .
( سئل عن صوم يوم عرفة ) : هل الصيام في هذا اليوم فيه فضيلة ؟ أو أن فيه النهي عن صيامه ؟ فقال صلى الله عليه و سلم : ( يكفر السنة الماضية و الباقية ) يعني: صيام يوم عرفة فيه أن الله يكفّر سيئات عباده سنتين ، سنة ماضية و سنة باقية ، و هذا لا شك و لا ريب أن هذا بالنسبة لغير الحاج أو لغير من حج
العام ، يعني من غير أهل عرفة .
فوائد الحديث :
1 فيه دليل على فضل صيام يوم عرفة و أن صومه يكفِّر ذنوب سنتين ، السنة الماضية و السنة الباقية .
2 فيه بيان فضل عاشوراء و أن صيامه يكفّر ذنوب سنة قبله ، و هذا فيه دليل أن يوم عاشوراء من أيام الله فهو دون يوم عرفة في الأجر و الثواب عند الله جل علا .
3 فيه بيان فضل يوم الإثنين ،و أن هذا الفضل ليس دليلاً لما ذهب إليه من أحدث بدعة المولد النبوي .
4 فيه إبراز لأسباب تفضيل يوم الإثنين لأنه زيادة في الفضل ويوم تعرض فيه الأعمال على الله عز و جل مع يوم الخميس و كان النبي صلى الله عليه و سلم يحب أن يرفع عمله و هو صائم .
من مجالس شرح كتاب بلوغ المرام _ كتاب الحج