[rtl]بسم الله الرحمن الرحيم[/rtl]
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
(الفوائد المستنبطة من الأربعين النووية )
(فوائد الحديث الأول الأعمال بالنيات )
عن أميرِ المؤمنينَ أبي حفصٍ عمرَ بنِ الخطَّابِ رَضِي اللهُ عَنْهُ قالَ: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقولُ: ( إِنَّمَا الأَعْمَالُ بالنِّيَّاتِ وإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلى اللهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَو امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ). رواه إماما المحدثين : أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بَرْدِزْبَه البخاري، وأبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري في صحيحيهما اللذين هما أصح الكتب المصنفة.
(الشرح )
هذا الحديث أصل من أصول الدين، ومن جوامع الكلم التي أوتيها الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ولذلك يدخل في كل باب من أبواب الأحكام، ويتضمن فوائد لا حصر لها، منها :
1- أن العمل الخالي عن القصد لغوٌ لا يترتب عليه حكم ولا جزاء إلا ما يُضمن بالإتلاف.
2- اشتراط النية في كل عبادة من صلاة وزكاة وصيام وغير ذلك، ويدخل في هذا نية نوع العبادة وعينها، كصلاة الظهر الحاضرة وصلاة الراتبة لإحدى الصلوات المكتوبة، وصوم القضاء، وكذلك تشترط النية لجميع العقود كالبيع والهبة والعتق ونحوها.
3- أنه لا يفرِّق بين الأعمال المتشابهة في الصورة إلا النية.
4- ابتناء العمل على النية صلاحاً وفساداً، وكذلك الجزاء، ففساد النية يستلزم فساد العمل، كمن عمل لغير الله. وصلاح النية لا يستلزم صلاح العمل لتوقف ذلك على وجود شرط، كموافقة الشرع.
5- أنه لا يحصل للمكلف من عمله إلا ما نوى.
6- وجوب إخلاص العمل لله.
7- تحريم العمل لغير الله.
8- مشروعية الهجرة من بلد الشرك إلى بلد الإسلام.
9- وجوب الإخلاص في الهجرة وذلك بأن تكون إلى الله ورسوله في حياته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وإلى دينه وسنته بعد وفاته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
10- أن من أخلص في عمله حصل له مراده حكماً وجزاءً، فعمله يكون صحيحاً، ويترتب عليه الثواب إذا تحققت شروط العمل.
11- أن من عمل للدنيا لا يحصل له إلا ما نوى إذا شاء الله، (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ )(الإسراء:18).
12- حبوط العمل بعدم الإخلاص لله.
13- أن النية نوعان :
أ- نية العمل نفسه وذلك في قوله :( إنما الأعمال بالنيات ).
ب- نيةُ مَنْ لأجله العمل وذلك في قوله :(وإنما لكل امرئ ما نوى)، وهذه هي التي عليها المعول في الإخلاص وضده.
14- تحقير الدنيا وشهواتها لقوله : (فهجرته إلى ما هاجر إليه) حيث أبهم ما يحصل لمن هاجر إلى الدنيا، بخلاف من هاجر إلى الله ورسوله فإنه صرح بما يحصل له، وهذا من حسن البيان وبلاغة الكلام.
حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله انا الى الله راغبون ..~
اللهم قل لامنيآتي كوني
اللهمـ أرني مايرضيك واسمعني مايرضيك
وانطقني بما يرضيك واستعملني في طاعتك
اللهمـ افتح لي أبواب رحمتك وارزقني من حيث لااحتسب
ان اعجبك موضوعي لاتشكرني ادعولي
بصلاح الحال وتيسير الامور
(فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك حفظه الله)
تحيتي
والله الموفق